وجدت دراسة حديثة أجراها مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا أن 48% من البالغين يشعرون أنهم يعانون من ضعف التوازن بين العمل والحياة
بالنسبة لغالبية أولئك الذين يعملون في التدريس، فإن التوازن بين العمل والحياة لا يقل عن كونه حلما. ويبقى التحدي المتمثل في الحفاظ على الحياة الاجتماعية أثناء العمل كمعلم أمرًا صعبًا، لكن كلما أجبرت نفسك على القيام بشيء ما حتى لو لم يتوفر له الوقت الكافي أصبحت الأمور أفضل. لا بد وأن تكون الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود “نقص في التوازن”. فكل تلك الأوقات الصباحية التي تمضيها في التوجه إلى المدرسة وتصحيح الأوراق في فترة ما بعد الظهر ومن ثم التخطيط لمؤتمرات مقبلة لم تعد كافية.
وكما هو الحال بالنسبة لمعظم المعلمين، أصبحت فترة ما بعد الدوام المدرسي اليومي هي الأكثر إرهاقًا مع تكريس معظم الوقت للتحضير والانشغال بمتطلبات لنشاطات مدرسية أخرى، ولا يتبقى للمعلم إلا القليل من الوقت من أجل تناول وجبة طعام وهو أقصى ما يمكن أن يحققه المعلم في فترته المسائية. إن هذا الحال يُشعر المعلم بأن جدوله اليومي مرتبك وضيق وغير متوازن بما في ذلك أوقات النوم وحتى الشعور بالراحة خلال النوم، ناهيك عن عدم وجود وقت لقضاء احتياجاتك في التسوق ومع العائلة والأطفال، لهذا لا بد من البحث عن طرق لتصحيح هذه الظروف في الوقت المناسب. لن نقول إن الوسائل التالية ستجعل أوقاتنا كمعلمين في غاية التوازن، لكنها على الأقل ستسهم في جعل أوقاتنا أفضل مما هي عليه الآن.
طرق تساعد في التوازن بين العمل والحياة كمعلم
تحديد أولويات المهام
بدلاً من إعطاء كل مهمة نفس القدر من الأهمية، قم بإنشاء نظام فعال لتحديد أولوياتك في جدول يشتمل على المهمة ووقت تنفيذها والوقت الذي تستحقه. ليس من الضروري أن تكون جميع المهام عاجلة، كما أنها ليست على نفس القدر من الأهمية. إذا كانت لديك فرصة للعمل كفريق في مهمة ما أو يمكنك تفويض زملائك من الموظفين، فافعل ذلك. ركز على المهام التي يجب القيام بها بشكل عاجل ثم من بعد ذلك اعمل على المهام الأقل أهمية
الجداول الزمنية مهمة
يعد إنشاء جدول زمني لحياتك العملية أمرًا ضروريًا لتقليل ضغوطات العمل وتحديد ما يجب القيام به بالضبط. إن تخصيص الوقت لإنشاء تقويم عمل سيضمن تحديد الوقت المطلوب لعملك، وبالتالي الوقت الذي يمكنك تخصيصه لحياتك الشخصية. يمكن أن يتضمن هذا التقويم مواعيد الغداء والعشاء والوقت مع الأصدقاء والنشاطات الرياضية ومهام التدريس الخاصة بك للشهر التالي. وهذا لا يوفر الوقت فحسب، بل يبقي الشخص أيضًا مركزًا على إنهاء المهام وفقًا للجدول الزمني الذي ستلزم نفسك به.
التحسين المستمر
ربما يستغرق التزامك بالجدول الزمني ومخططك اليومي وقتا ولكن مع المواظبة والالتزام والإصرار عليه، سيصبح بالنسبة لك قاعدة أساسية تستند إليها في توزيع وقتك ومهامك بل سوف تحصل على المهارات اللازمة لإنجاز مهامك بكفاءة. إن إكمال المهام بجهد ووقت أقل يعني أنه سيكون لديك المزيد من الوقت لحياتك الخاصة.
تنظيم العلاقات
على الرغم من أن التواصل المستمر ووضع الحدود قد تبدوان متضادتين، إلا أن ذلك أمر لا بد منه في إطار تنظيم الوقت وتحقيق التوازن بين العمل والحياة، وازن في علاقاتك، فهناك أوقات يمكنك فيها أن تخرج مع صديق لتناول فنجان قهوة خلال نصف ساعة وهناك أوقات لحفلة شواء معه قد تستغرق ثلاث ساعات، أنت تحدد وتقرر ذلك في الوقت الذي يناسبك بما لا يؤثر على مهامك الأخرى. تأكد من وضع الحدود الشخصية والمهنية ومنع الإفراط في العمل. علاوة على ذلك، قم ببناء صداقة حميمة مع زملائك المعلمين للعمل كفريق كلما دعت الحاجة لذلك.