أفاد أكثر من 40% من المعلمين أنهم يشعرون بضغط شديد كل يوم خلال العام الدراسي.- (المصدر: stateswaterford.org)
تشمل التحديات التي تساهم في الضغط الذي يعاني منه المعلم العبء الكبير والمهام الكثيرة، وضغوط العمل من الإدارة وأولياء الأمور، وعدم الحصول على التعويض المناسب. ويؤدي الضغط المستمر الذي تفرضه هذه العوامل إلى ضعف الصحة العقلية والجسدية وبالتالي الإرهاق. على الرغم من الضغوط، فمن واجب المعلمين تجاه حياتهم المهنية وطلابهم اتخاذ التدابير المناسبة التي تساعد في إبقائهم متوازنين ومتكاملين وقادرين على تجنب الإرهاق.
بحسب دراسة أمريكية أجرتها جامعة بنسلفانيا، فإن 44% من المعلمين الجدد يغادرون الخدمة في غضون خمس سنوات
ما هي الرعاية الذاتية؟
غالبًا ما يتم تصنيف الرعاية الذاتية بشكل خاطئ على أنها أنانية، لكنها للحقيقة أنها أمر حيوي لسلامة المعلم العقلية والاجتماعية والجسدية. غالبًا ما يتم تصنيف الرعاية الذاتية بشكل خاطئ على أنها أنانية، لكنها للحقيقة أنها أمر حيوي لسلامة المعلم العقلية والاجتماعية والجسدية.
بالنسبة للمعلمين، الرعاية الذاتية هي أي إجراء/نشاط تقوم به باستمرار للعناية بنفسك ورفاهيتك. وهذا يشمل المكونات الستة التي أبرزها المعهد الوطني للأمراض العقلية في بريطانيا
بدني . نفسي . عاطفي . روحي . احترافي . اجتماعي
بالنسبة للمعلم، من الضروري أن يكون على دراية بهذه العناصر بشكل مستمر. إن فهم الرعاية الذاتية وتحديد أولوياتها ليس ضروريًا لرفاهية المعلمين فحسب، بل يؤثر أيضًا على جودة التدريس الذي يقدمونه لطلابهم. الهدف الرئيسي من تحديد الأولويات هو تجنب الإرهاق الذي سيؤدي بدوره إلى إجبار المعلم على تقديم أداء ضعيف في الفصل الدراسي ويفتقر في النهاية إلى الشعور بالرضا في حياته المهنية.
هناك فرق بين الرعاية الذاتية والانغماس في الذات، ولا بد من فهم ذلك الفرق من أجل تطبيق أساليب فعالة للرعاية الذاتية. تركز أنشطة الانغماس في الذات على الرضا الفوري والقصير المدى. على سبيل المثال، تناول الوجبات السريعة أو الإفراط في مشاهدة التلفاز قد يشعرك بالرضا في تلك اللحظة ولكنه يؤدي إلى تأثيرات سلبية أكثر من التأثيرات الإيجابية. ومن ناحية أخرى، فإن الرعاية الذاتية هي استثمار طويل المدى في رفاهيتك وسيكون له نتائج أعمق. إن التعلم المستمر، ووضع الحدود بين العمل وحياتك الخاصة، وتلبية احتياجاتك الفسيولوجية والنفسية، هي بعض طرق الرعاية الذاتية التي ستضمن لك البقاء بصحة جيدة والتمكن من أداء وظائفك بفعالية والاستمتاع بذلك.
كيف تمارس الرعاية الذاتية كمعلم؟
للمساعدة في علاج الضغط الناتج عن التدريس والذي قد يؤدي إلى استنزاف البعض لا سيما أولئك الذين لا يقدرون على تحمل الكثير من الضغوط، يمكن للمعلمين اتخاذ الاحتياطات والإجراءات التالية للحد من التأثير السلبي الذي يمكن أن تحدثه هذه المهنة الضاغطة.
التوازن بين العمل والحياة
يعد إنشاء حدود واضحة بين مساحة العمل والحياة الشخصية أمرًا ضروريًا لكل معلم. يجب على المعلمين تجنب جلب ضغوط العمل إلى المنزل، حيث من المفترض أن يستعيدوا نشاطهم، ويسترخوا، ويكونوا مستعدين ليوم آخر من العمل.
التأمل والحركة
للتعامل مع الطبيعة الفوضوية للمهنة، يمكن أن يكون التأمل وممارسة الرياضة أدوات أساسية للتخلص من التوتر والشعور بالسلم الداخلي بعد يوم عمل طويل. خصص فترة زمنية مناسبة في يومك لممارسة التمارين الرياضية و/أو التأمل لضمان الحفاظ على صحتك العامة.
جهز نفسك بالأدوات النفسية
تمامًا مثل الدروع الواقية للبدن، فإن فهم الأدوات النفسية وتطبيقها في الطريقة التي تتعامل بها مع عملك كمدرس سيحولك إلى محترف أكثر مرونة وقادر على التعامل مع أي موقف صعب. وتشمل بعض هذه الأدوات الذكاء العاطفي فعليك أن تفهم مشاعرك وتحدد ما الذي يمكن أن يسعدك ولو نسبيا، وإعادة الصياغة الإيجابية للمواقف التي تواجهك، ليس كل موقف يتطلب ذات ردة الفعل من العصبية والتفكير والأرق، وكذلك اليقظة الذهنية وإدراك كل ما يدور حولك بفهم عميق وشامل وتحلٍ بالهدوء والحكمة للتعامل معه.
إنشاء نظام دعم قوي
ومن خلال العلاقات القوية والتواصل المفتوح، يمكنك كمعلم أن تجد الدعم الحيوي في أوقات الحاجة. يضمن لك ذلك أنك تشعر بالأمان وأن لديك حضورًا حنونًا يمكنك الاعتماد عليه. يمكن تقديم الدعم من قبل زملائك وعائلتك وأصدقائك وحتى إدارة مدرستك.
كل ما ذكر ليس سوى عدد قليل من الأدوات التي يستخدمها المعلم ليأخذها بعين الاعتبار عند ممارسة الرعاية الذاتية. تذكر أن كل شخص مختلف عن الآخر، وقد يستغرق الأمر بعض التجارب للعثور على مجموعة الأدوات التي تناسب الفرد بشكل أفضل لإدارة ضغوطات الوظيفة. الرعاية الذاتية ليست ترفا بل ضرورة للمعلمين الذين يكرسون جهودهم لرعاية عقول وقلوب الجيل القادم.